کد مطلب:241045 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:118

هذه صفة من لایدری ما فعل
كلمة منتزعة من مناظرة الرضا علیه السلام مع سلیمان المروزی فی الارادة التی رواها الصدوق طاب ثراه و لابد من ذكر شی ء منها لایضاح المراد:

«قال الرضا علیه السلام: لابأس أتمم مسألتك، قال سلیمان: قلت: إن الإرادة صفة من صفاته، قال - الرضا علیه السلام -: كم تردد علی أنها صفة من صفاته، و صفته محدثة، أو لم تزل؟! قال سلیمان: محدثة، قال - الرضا علیه السلام -: الله أكبر فالإرادة محدثة، و إن كانت صفة من صفاته لم تزل فلم یرد شیئا، قال - الرضا علیه السلام -: إن مالم یزل لایكون مفعولا، قال سلیمان: لیس الأشیاء إرادة و لم یرد شیئا. قال - الرضا علیه السلام -: وسوست یا سلیمان فقد فعل و خلق ما لم یرد خلقه و لافعله، و هذه صفة من لایدری ما فعل، تعالی الله عن ذلك». [1] .

قد مر من المروزی غیر مرة ادعاء صفتیة الإرادة:

الأولی: فی أول المناظرة: «ما تقول فیمن جعل الإرادة اسما و صفة مثل حی و سمیع و بصیر و قدیر»،

و الثانیة: فی أثنائها: «إنها كالسمع و البصر و العلم» و من ثم قال علیه السلام له: «قد رجعت إلی هذا ثانیة».

و الثالثة: أیضا قال سلیمان: «إنها صفة من صفاته لم تزل» فرده علیه السلام بقوله: «فینبغی أن یكون الإنسان لم یزل لأن صفته لم تزل».

و هنا الرابعة: قال: «إن الإرادة صفة من صفاته» كما و تكرر منه أنها فعل: «یا سلیمان ألا تخبرنی عن الإرادة فعل هی أم غیر فعل؟! قال: بل هی فعل» و قوله: «إنها مصنوعة»، و قوله: «عنی فعل الشی ء» كما جعلها إنشاء «قال سلیمان: الإرادة هی الإنشاء» فتجد التناقض فاشیا فی أقواله یقدم علیه من دون مانع فیوبخه الإمام مرة



[ صفحه 487]



«یا خراسانی ما أكثر غلطك» و مرة «ارفقوا بمتكلم خراسان» و مرة «كم تردد علی» كلمة تقال لمن لم تسلم دعواه من تكریر و هو فی جمیع ذلك لم یحر جوابا و قد جاءت هذه الكلمة مرارا و لاغرو إن تناقضت أقوال المروزی غیر المستقی من العین الصافیة من علوم أهل البیت علیهم السلام.

قال السید المعلق علی قوله «فلم یرد شیئا»: لأن العالم حادث و الإرادة أزلیة و التخلف ممتنع، و قوله: «إن ما لم یزل الخ»، تعلیل له باللازم. [2] قوله علیه السلام: «وسوست یا سلیمان - إلی - و هذه صفة من لایدری ما فعل تعالی الله عن ذلك».

و لاعجب إن جهل و لم یعقل عن الله تعالی. و الوسواس من الخناس و سلیمان موضع ذلك، لأنه لم یستنر بنور العلم، و لم یلجأ إلی ركن وثیق، فلیس له إلا الوسوسة الخناسیة.



[ صفحه 488]




[1] التوحيد 450، عيون أخبار الرضا 150:1، تعالي الله عن الجهل إنه جل جلاله علم كله.

[2] هامش التوحيد 450.